
ولفت سلام، في حديث إلى صحيفة «الشرق الأوسط»، إلى أن برّاك جاء بورقة ونحن وزَّعناها على كل أعضاء مجلس الوزراء، وصارت الآن علنية»، لافتاً إلى أن «ما جرى توزيعه هو ورقة برَّاك المعدلة بالاقتراحات اللبنانية التي أدخلناها عليها».
وقال: «إذن هذه نسخة أريد أن أسميها النسخة الملبننة، ونحن في مجلس الوزراء اعتمدنا أهدافاً في هذه الورقة التي لا أعتقد أن هناك لبنانيَّين وطنيَّين اثنين يمكن أن يكون لديهما اختلاف حولها».
وأضاف سلام: «إذا أراد براك أن يتمسك بما في ورقته فعليه أن يضمن أن توقف إسرائيل عملياتها العدائية وتباشر الانسحاب من الأراضي اللبنانية، لا سيما من النقاط الخمس، حسبما جاء في وقته. وهو هنا حدد (أن الانسحاب يبدأ) من 3 نقاط، ثم نقطتين. فليبدأ بذلك. نحن نريد وقف الأعمال العدائية وانسحاب إسرائيل».
وأوضح أنه منذ إقرار القرار 1701 قبل نحو عشرين عاماً «ولبنان يفترض أنه خارج من الشق العسكري، بعد ذلك جاءت لتؤكد هذا الأمر ترتيباتُ وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني الماضي. ثم جاء البيان الوزاري ليؤكد الأمر نفسه. فمن يريد ذلك (عدم الخروج من الشق العسكري للنزاع مع إسرائيل)»؟
وتابع سلام: «حتى عام 2000 المقاومة التي أوجه إليها أكبر تحية والتي كان حزب الله في السنوات الأخيرة هو الطرف الأساسي فيها، وقبل ذلك كان هناك دور لمنظمات أخرى، مثل الحزب القومي والحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي، وأوجه أيضاً التحية إلى شهدائهم، كان لحزب الله الدور الأساسي في المقاومة لإخراج العدو من أراضينا المحتلة. ولكن بعد سنة 2000، للأسف، جلسنا سنوات نناقش هل يذهب الجيش إلى الجنوب أم لا؟ ما القضية التي يمكن أن يُختلف عليها إذا نزل الجيش إلى أرضه في الجنوب لحماية أهلنا؟ قيل: لا نريد ذلك. صار هناك تشكيك بالجيش. كانت هذه إحدى الفرص التي ضيَّعناها. كما حصل الأمر نفسه مع قرار الحرب والسلم. هل يمكن أن نأخذ قراراً بزج لبنان في ما سميت حرب الإسناد؟ أكيد لا يمكن أن نفعل ذلك. نحن خارج هذا الأمر. قرار الحرب والسلم اليوم يعود إلى الدولة اللبنانية».
وذكّر بمحاولات إطلاق الصواريخ في الأشهر الأخيرة ثم القبض على مطلقي الصواريخ ومنعهم، مؤكداً أننا «نتخذ القرار في شأن متى ندخل الحرب ومتى لا ندخل فيها. هذا القرار استعادته الدولة».
واعتبر سلام أن زمن القول إن هناك أربع عواصم عربية تسيطر عليها طهران «قد ولّى، وقرار لبنان اليوم يؤخذ في بيروت، في مجلس الوزراء، وليس في أي مكان آخر. لا يملَى علينا لا من طهران ولا من واشنطن».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان لبنان يحصل على الدعم الذي يتوقعه من الأميركيين، أجاب سلام بالنفي، وقال: «كان بودنا ونحن نسعى لأن يكون لدينا دعم أكبر في مسعانا لإخراج العدو الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية، ووقف طائراته فوق الأجواء اللبنانية، ووقف اعتداءاته اليومية. أميركا أكثر طرف قادر على أن يؤثر في إسرائيل، ولا أرى أنها تفعل اليوم ما هو كافٍ».
وأضاف: «نحن لم نحشد بعد ما يكفي من القوى السياسية والدبلوماسية لمنع هذه الطائرات ووقف الأعمال العدائية التي لا تزال إسرائيل مستمرة فيها كل يوم وصولاً إلى انسحابها الكامل»، لافتاً إلى أن ذلك «يتطلب مزيداً من التواصل مع إخواننا العرب الذين هم لاعبون فاعلون في الساحة الدولية، ويتطلب أيضاً مزيداً من التواصل والطلب من أصدقائنا الأوروبيين الضغط على إسرائيل والتواصل مع أميركا من أجل أن تؤدي دورها بالضغط على إسرائيل».
وكشف سلام أن ورقة برَّاك «تنص على أن أميركا وفرنسا تمارسان الضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل، وهذه من النقاط الإيجابية التي لم أذكرها في الحديث سابقاً عن الورقة، علماً أن إسرائيل نفسها لم تلتزم بورقة برَّاك، لكننا التزمنا بأهداف الورقة، وفيها للمرة الأولى النص على أنه إذا لم تلتزم إسرائيل بما هو مطلوب منها بالانسحاب فسيكون هناك جزاء... وهو إدانتها في مجلس الأمن الدولي، وأعتقد أن ذلك أمر غير مسبوق، أن أميركا لديها استعداد لإدانة إسرائيل بسبب عدم التزامها بموجب من موجباتها في القانون الدولي».